القائمة الرئيسية

الصفحات

Ads by Google X

الشخصيات الحقيقية لفيلم مولانا ~ مشاهدة فيلم مولانا بطولة عمرو سعد ودرة زروق كامل hd

الشخصيات الحقيقية لفيلم مولانا

بعد عرض فيلم "مولانا" على الفضائيات يتبادر الي الاذهان من هو الشخصيات الحقيقية لفيلم مولانا استنادًا إلى رواية الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى التي تحمل نفس الاسم، تدور أحداث الفيلم حول الشيخ حاتم الذي يعد من أحد الدعاة الاسلاميين النافذين عبر وسائل الاعلام، والذي تربطه علاقات وثيقة برجال السياسة، وتأثير كل ذلك على مصداقيته أمام جمهوره.

 مش ممكن أصدق أبدا ان شاب زى حسن مسئول لوحده عن الخطة الجهنمية ده ، كلنا مسئولين يا ابونا مسلمين ومسيحيين "

بهذه الكلمات كان يختتم الشيخ حاتم " عمرو سعد " حواره داخل الكنيسة وهو يتحدث عن الشاب حسن " أحمد مجدي " الذي فجر الكنيسة ، يتحدث بدموعه ودموع كل الحاضرين مسلمين ومسيحيين يلومهم جميعا إلي ما وصل إليه. " مولانا " الفيلم المصري الذي أثار ضجة كبيرة وتساؤلات كثيرة وظهرت العديد من الانتقادات حتي قبل ظهوره علي شاشات السينما ،حتى أن بعض الشباب دشنوا حملة "أوقفوا فيلم مولانا " باعتباره فيه تشويه صورة الأئمة والدعاة وقوبل " مولانا " برفض حتى داخل اللجنة الدينية بمجلس النواب وأعلن البعض عن عزمهم تقديم بلاغ للنائب العام ضد صناع الفيلم في محاولة لايقاف عرضه داخل شاشات السينما ، والبعض رأي أنه حافظ علي هيبة الزي الأزهري وأنه ليس من الصحيح المطالبة بايقاف الفيلم وتركه للمشاهد هو من يختار ما يراه ويقتنع به ؟ قد تكون قصة الفيلم هي السبب وراء الهجوم وقد يكون صاحب الرواية هو السبب لما له من آراء مختلفة كثيرا ومدي هجومه الواسع والشرس علي أكثر من جهة ، وقد يكون أبطال هذا العمل هم السبب .

شخصيات فيلم مولانا


الكاتب الصحفي إبراهيم عيسي صاحب رواية " مولانا " والتي استند عليها الفيلم كان أحد أسباب الهجوم العنيف ، فلم يكن إبراهيم عيسي كاتب وصاحب برامج شهيرة تتحدث في السياسة فقط ، بل كان له تاريخ طويل في مهاجمة أهل السنة والجماعات السلفية حتي أنه كان يهاجم بعض الصحابة . كثيرا ما كان يشن الكاتب إبراهيم عيسي هجوما شرسا علي الكثير من الشيوخ والدعاة واتهمهم بأنهم " شيوخ الفتنة " ولا ننسي كتابه الشهير " أفكار مهددة بالقتل من الشعراوي الي سلمان رشدي " وهجومه علي فضيلة الامام " محمد متولي الشعراوي " حتي أنه ذكر في بداية كتابه " .. فلم أر شيخا يمثل مجموعة من الأفكار الرجعية والمناهضة للعلم والتقدم إلا الشعراوي ولم أصادف – حتي الآن علي الأقل – رجل يستخدم كل المنحة الربانية التي أنعم عليه فيما يخدم التخلف بمثل ما رأيت الشيخ الشعراوي " وفي الفترة الأخيرة عاد من جديد ليهاجم الشيخ الشعراوي معتبرا اياه سبب في ارتداء بعض الفنانات للحجاب – وهذا يراه الكاتب تخلف وضد الدين - هكذا كان إبراهيم عيسي يهاجم أهل الدين واعتبرهم ضد المرأة والمسيحية وضد الانسانية كلها ، وتواصل هجومه ليشمل الدكتور " عمر عبد الكافي " واعتبر أن أغلب متابعيه من النساء والأطفال واعتبرهم شخصيات مقدسة لا يمكن أن تجادلها أو تختلف معها وأغلب - ان لم يكن كل - شيوخ السلفية هاجمهم بشراسة في كل لقاء له ، هاجم الوهابية وطريقتها واعتبرها أصل التخلف والرجعية وأنهم سبب وجود الكثير من الجماعات الإسلامية المسلحة والمتشددة فكريا ووصل هجومه لبعض الأئمة مثل " ابن تيمية " واعتبره أنه يحكم مصر بفكره المتخلف ، وكان يحاول الانتصار للتشيع حتي أنه في برنامج " الطريق الي كربلاء " ظهر برداء العزاء الشيعي واحيائه بعض مرويات التراث الشيعي والتي تطعن كثير من الصحابة وحينما قال كلمته الشهيرة " إنهم علي عينه ورأسه ولن ينتقدهم بمثقال حبة من خردل " ، وأضف علي هذا هجومه علي بعض الصحابة وطريقته في عرض بعض أحكام الدين بشكل قد يعتبره البعض استهزاء واضح للاسلام فتارة يحدثنا عن الآذان وتارة أخري يتحدث عن الحجاب ، كل هذا صنع صراع بين الكاتب ابراهيم عيسي وبين الكثيرين من المسلمين ليس السلفية فقط بل عموم الناس ممن أحبوا مشايخهم كفضيلة الامام " الشعراوي " ، كل هذه الأفكار التي حملها ابراهيم عيسي ومحاولته لتصحيح الدين – كما يري هو - حاول أن يخرجها في صورة سيناريو قد تكون هي الأقرب للمواطن المصري ، فهل ينجح الكاتب ابراهيم عيسي ؟

عمرو سعد أو " الشيخ حاتم " هو شخصية الكاتب المحورية التي تجمع صفات الشيخ المحافظ علي الزي الأزهري والذي يدافع عن ثوابت دينه ويدخل في معارك من أجلها إلا أنه لا يريد أن يقف في وجه السلطة ، هو الأب الحنون الذي انتظر سنوات من أجل أن يرزقه الله بطفل وهو الزوج الذي عشق زوجته " أميمة " ، هو الشخص المتزن فكريا سريع البديهة يخاطب كل الطبقات حتى البسطاء فاكتسب ثقة وحب واحترام الجميع ، وقبل أن نتحدث عن قصة " مولانا " أتذكر حينما رفضت الكنيسة فيلم للفنان هاني سلامة " الراهب " واعتبرت أنه لا يمكن لشخص يقدم أدوار جريئة أنه يقدم صورة شاب مسيحي راهب – وان كان تم تكذيب هذا من هاني سلامة – نعود الي قصة " مولانا " والتي تبدأ أحداثها مع الشيخ حاتم وهو أحد أشهر الدعاة المسلمين وكيف أنه تحول من امام بسيط في أحد المساجد الصغيرة الي شيخ ذاع صيته في كل مكان ؟ وكيف أنه حاول الخروج من الفكر المتشدد في وقت زاد فيه الصراع مع الفكر السلفي ؟ ويظل الشيخ حاتم هكذا محافظا علي ثوابته برغم كل الصراعات الداخلية من مرض ابنه الوحيد وتغير زوجته أميمة وعلاقته مع " نشوي " وهو ما حاولت أنه تستغله بعض الجهات الأمنية لتوريط الشيخ حاتم واستغلاله من أجل تنفيذ وتوجيه ما يخدم مصالحها ، وما إن اختلف الشيخ حاتم معهم " انقلب السحر علي الساحر "

صحيح أن الكاتب قدم لنا شخصية – خلاف ما توقعنا – فكنا نتخيل أن يقدم لنا شخصية رجل الدين المتشدد في أفكاره – حسب ما يرون هم – وسرعان تتوالي الأحداث ويتغير فكره وقد يكون هذا بسبب " قصة حب " تجمع بينه وبين البطله كما رأينا هذا في مسلسل " الداعية " وقد يكون بسبب الحياة الأسرية الجديدة كما رأينا في فيلم " الإرهابي " للفنان عادل امام والعديد من الأعمال الفنية الأخري التي تتناول الموضوع من جانب واحد ، إلا أن الكاتب هنا أراد أن يقدم لنا ما بين الامام الأزهري الذي يؤمن بالثوابت ويحافظ عليها وما بين خفة الظل والفاظه الظريفة ، وكعادة – ابراهيم عيسي – الذي حاول أن يطرح بعض القضايا الدينية في مضمون السيناريو دون الحديث بالتفصيل عنها ونعرض من هذا مثلا :-

القصة التي جمعت بين سيدنا عثمان بن عفان وبين أبي ذر الغفاري ورفض الشيخ حاتم الحديث عنها في وسائل الاعلام خشية الهجوم عليه واتهامه بتجريح الصحاية وهو ما يشير بالضرورة لآراء الكاتب بنفسه ، واعتباره أن الاسلام بعد وفاة النبي -صلي الله عليه وسلم- أصبح سياسة حتى أن المسيحية بعد أن خرجت من بيت لحم أصبحت سياسه وهذه دائما الكلمات التى يرددها الكاتب في حواراته المختلفة ، وأيضا حديثه داخل السيناريو عن ملك اليمين للمسلمين والجواري للمسيحيين – حسب رأي الكاتب - وعن حديث البخاري حول المراه اذا هجرت فراش زوجها ولعنها من الملائكة حتى ترجع وتابع الشيخ حاتم – حسب ما يري الكاتب - أنه هناك آلاف الأحاديث الضعيفة التي يجب مراجعتها واعتبر أن العبادة لله وليس للبخاري في إشارة لانتقاد مباشر للامام البخاري وغيره ، ونجد مثلا الاستهزاء بالخلوة الشرعية وحديثه عن " المعتزلة " في أكثر من موضع ونظريتهم والتي تميزت بتقديم العقل علي النقل ، ثم يذهب بنا الكاتب أن رحمة الله شملت كل الناس واعتبر أن الجنة والنار ليست مقصورة علي المسلمين فقط بل هي ارادة الله في الآخرة يدخل من يشاء أيا كانت ديانته واعتبر الكاتب – دون علم للشرح منه – أن الاسلام يشمل كل الديانات في رد للشيخ حاتم حول } وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ { " آل عمران : 85 " وهنا يري أن الجنة إن كانت للمسلمين فقط فكل أهل الدينات مسلمين – وهو ما يخالف أهل التفسير – وجاء الكاتب للحديث عن سيدنا إبراهيم في حديث " نحن أحق بالشك من إبراهيم " وكعادة الكاتب بفهمه المغلوط للأحاديث اتهم سيدنا إبراهيم بأنه مر بمرحلة الشك قبل النبوة ، متجاهلا عن عمد كافة آراء أهل التفسير ، وفي قوله سبحانه وتعالي } وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ { آل عمران 55 وهنا أيضا عرض قضية للطرح فنجده يتحدث عن الاسلام والمسيحية بالمعني الظاهر إلا أن المقصود فى الآية الكريمة قيل أنهم المسلمين وهم بالضرورة أتباع سيدنا عيسي وقيل الحواريون وقيل أنهم النصاري علي اليهود فالتفسير هنا يختلف لكن ليس بما أراده الكاتب .

ولم ينتهي الامر عند هذا فقط بل لاحظنا الخطأ في نطق الآيات القرآنية في أكثر من موضع وحديثه عن مصادر الشرع دون ذكر التحريم والكراهة ، والسؤال هنا اذا كنت تريد عمل يناقش قضية لماذا لم تستعن بأهل العلم لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة ؟ والجواب بالتأكيد لأن الكاتب – إبراهيم عيسي – أراد أن يطرح أكثر من قضية أمام المشاهد ثم يأتي الحديث للتشكيك فيها ، حتي في مشاهده حول الشيخ " مختار " ومدى هجوم السلفية عليه ثم يأتي التعدي عليه واحراق بيته وهو ما يذكرنا بالرجل الشيعي " حسن شحاتة " هل يقصد هذا فعلا؟ - نحن لسنا مع تفاصيل الحدث - اما أن الكاتب أراد هذا فعلا أو أنه وقع في خطأ نقل الأحداث وأعتقد أن الأولي أقرب وكنا حدثناكم عن الكاتب والشيعة ودفاعه عنهم ، قضية خطيرة أثارها أيضا الكاتب إبراهيم عيسي حينما تحدث عن الفتاة المسيحية التي أسلمت وذهب الشيخ " حاتم " لحضور حفل زفافها علي أحد الشباب المسلم ثم يحدثوه عن أنها تعرضت للضرب من أهلها ومن مشاكل أسرية أخري واعتبر الكاتب أن هذا هو السبب في دخول المسيحيات للإسلام .

هل تسبب فيلم " مولانا " في اقصاء إبراهيم عيسي ؟

تابعنا جميعا القرار الذي صدر من قناة القاهرة والناس بوقف برنامج للكاتب إبراهيم عيسي وهل هناك دلالات علي هذا القرار في بداية العام الجديد ؟ صحيح أن البعض تحدث عن كثرة انتقاد إبراهيم عيسي للحكومة وحتى هجومه علي رأس النظام قد يكون السبب وراء هذا الايقاف ، وأري هنا أنه من الممكن أن يكون هذا التحليل صحيح ولكن أيضا جاء فيلم " مولانا " لينهي مسيرة إبراهيم عيسي في القاهرة والناس فالمشاهد للفيلم يجد أن الكاتب اتهم الجهات الأمنية بصورة مباشرة بأنها تقف مع الجماعات السلفية في وجه الصوفية كما أشار الكاتب بشكل مباشر وفي وجه الشيعة كما أشار بصورة غير مباشرة ، بالإضافة لاتهام هذه الجهات بمسئولية الهجمات المتكررة علي الكنيسة وفي مدى سيطرة النظام علي الكنيسة " نهدها على أصحابها " ، فمن الواضح أن الفيلم جاء ليكون – القشة التي قصمت ظهر البعير -

يرصد الفيلم حكاية رجل دين يملك نفوذًا هائلًا في الإعلام وبين رجال السياسة.

رحلة صعود تبدو معتادة لشيخ صغير في مسجد حكومي من مجرد قيادة الصلوات إلى أن يصبح داعية تلفزيوني شهير يملك حق “للفتوى” التي يتلقاها الملايين بالإعجاب لجرأته ومحاولاته للخروج قليلاً عن مألوف الحديث السائد في مجتمع متأثر بدعاوى التشدد السلفي.. “الشيخ حاتم” يجد نفسه في شبكة من الصراعات المعقدة بين فقده الجزئي لطفل تأخر إنجابه يعالج في مصحة خارج الوطن وامرأة فتر حبها مع وطأة الفقد لرباط الأمومة. هناك أيضاً مؤسسات أمنية تسعى للسيطرة على الشيخ وتوريطه واستغلال نقاط ضعفه من أجل توجيهه لخدمة معاركها، كما تورطه جهة سيادية عليا في حل مشكلة أحد أبنائها الذي يعرض الأسرة الرئاسية إلى حرج لا تتحمله ظروف مجتمع هش.

الممثلون والشخصيات
عمرو سعد (بدور: الشيخ حاتم)
درة (بدور: أميمة)
ريهام حجاج (بدور: نشوى)
أحمد راتب (بدور: الشيخ فتحي)
لطفي لبيب (بدور: خالد أبو حديد)
أحمد مجدي (بدور: حسن)
بيومي فؤاد (بدور: أنور عثمان)
أثار انتباهي النجاح الكبير لفيلم مولانا والذي حقق إيرادات عالية جدًا في أيام معدودة، في بلد يشتكي مواطنيه من ارتفاع أسعار السلع الرئيسة، حيث وصلت إيراداته لـ 12 مليونا و200 ألف جنيه، خلال فترة عرض خمسة أسابيع، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة "المقال"، والتي يرأس تحريرها إبراهيم عيسى مؤلف الرواية التي صِيغ الفيلم منها، فدفعني الفضول لشراء الرواية، ومشاهدة الفيلم، وحاولت الاطّلاع على بعض أعمال عيسى المطبوعة مثل: (رحلة الدم، دم الحسين، أشباح وطنية، مريم التجلي الأخير، اذهب إلى فرعون).

ولقد وجدت تباينًا بين الشخصية التي رسمها عيسى لمولانا "الشيخ حاتم"، وبين ما عُرض على الشاشة، وبينا أُقلب في الرواية الضخمة - والتي تُشبه مقالات صحفية تم لصقها تباعًا، وكأن الناشر أراد أن يوفّر في الورق - قفز إلى ذهني اسم رواية "سمرقند" لأمين معلوف، للتشابه في الإطار العام لموضوع رواية مولانا، إذا تجاوزنا البعد التاريخي، ويشاء العلي القدير أن أقع على حلقة من برنامج إذاعي لإبراهيم عيسى اسمه "أمّا بعد"، بعنوان: "عمر الخيام أعظم شعراء الأرض"، واستمعت لها فتأكد حدسي إذ وجدت عيسى يتعرض للشخصيات الثلاث التي دارت حولهم أحداث رواية سمرقند ، وهم عمر الخيّام ونظام الملك، أعظم الوزراء في تاريخ الإسلام كما وصفه عيسى، وحسن الصباغ زعيم فرقة الحشاشين، والذي قال إبراهيم عيسى عنه في هذا البرنامج القصير بأنه أول من استعمل الاغتيال السياسي.

ولا أريد التعليق على إطلاقات عيسى، ولا على الجدل الكبير حول شخصية الخيّام، لكن رسم عيسى لشخصيته – مع وصفه بأنه كان أعظم شعراء الأرض – يدل على اعتقاده بأن الخيّام شخصية مليئة بالتناقضات، وربما حاول استنساخ مولانا الشيخ حاتم من تلك الصورة المغلوطة للخيّام، والمعلوم أن أمثال الغزّالي والزمخشري وغيرهما من الأئمة الكبار وصفوا الخيّام بالتقوى والديانة، مما يجعل نسبة كثير من الأبيات الشعرية له أمرًا فيه نظر، لكن يبدو أن ما استقر في وجدان وعقل المؤلف لرواية مولانا – وربما باللاوعي- أن يُسقط هذه الأحداث التاريخية في رواية معلوف، على الواقع المصري المعاصر، ومن أوجه التشابه بين الروايتين ما ورد في رواية معلوف من أمر السلطان السلجوقي العظيم ألب أرسلان لقادته بمبايعة ولده ملكشاه، وذلك ما أظهره الفيلم بوضوح من حيث تلميحه الجريء حول نجل مبارك، كما أسقط عيسى - في ظني - الصراع الطائفي والسياسي في عصر السلاجقة على عصر مبارك خاصة في مسألة التوريث.

"
يعود عيسى مرة أخرى ليؤكد تعمده النيل من مكانة الإمام الشعراويّ، فيقول في حوار معه في اليوم السابع: في رأيي لا أحد يستحق تعبير ووصف الإمام سوى محمد عبده.
"تكاد تكون رسالة عيسى في مجمل أعماله هي زعزعة القناعات الراسخة عن الشخصيات التي لها مكانة في قلوب الناس، ابتداءً من الصحابة وحتى الدعاة وعلماء الدين، وإثبات أن التاريخ الإسلامي في مجمله عبارة عن سلسلة من الصراعات السياسية على السلطة، يتم استخدام الدين فيها.

أما الفيلم فيجعل من يشاهده يتعاطف مع مولانا الشيخ حاتم، الذي ظهر لي بأنه داعية وسطي يردُّ على الشُّبهات، ويرفض التعصب المذهبي والطائفي، وُينكر بقلبه الظلم والانحراف، ومن سيقرأ الرواية لن يصل لتلك النتيجة أبدا.

ولعل عيسى نفسه لم يعرف مولانا الذي ظهر في الفيلم، مما جعله يقول في حوار له مؤخرًا بأن الشيخ حاتم هو المثال الذي يتمنى أن يكون عليه الداعية!
والمثير للدهشة أنه لم يترك - في الرواية - موضوعًا أُثير إعلاميا في فترة ما قبل ثورة يناير إلا ذكره وحشره حشرًا في الحوارات والأحداث، وكأنها آخر رواية ممكن أن يكتبها في حياته.

ومشكلة الرواية في ظني أنها أرادت إسقاط قيمة ومكانة الداعية عند الرأي العام واستحالة وجود الداعية، فهو إمّا مُتصوف درويش أو متطرف يتمسك بالشكليات، أو وصولي يطلب الوجاهة والمال والشهرة، أو أداة في يد السلطة، ومع ذلك كله قد ينطق بالحق وبالصدق ولا تنقصه الحجة والبرهان.

وهو في خطته تلك ماضٍ استكمالا لما سبق من كتاباته التي لا تخلو من عبارات للنيل من مقام صحابي جليل، أو عالم ٍ له مكانة كبيرة عند الناس، وفعلها مع الشيخ الشعراوي، ولمزه في كتابه "اذهب إلى فرعون"، واصفًا إياه بنفاق السادات عندما قال:
(... كان هذا في نفس الوقت الذي يقف فيه الشيخ الشعراوي على منصة مجلس الشعب... وهو يقول عن السادات في وصلة مدح انجرفت حتى الخطيئة..).

وفي روايته "مولانا"، زجّ بمشهدٍ معروف لدى المقربين من الشيخ الشعراوي ونسبه للشيخ حاتم بطل الرواية، وهي مُكثه في مراحيض مسجد الحسين، وكما في نص الرواية "كيف عرف مختار الحسيني أن حاتم موجود هناك في تلك المراحيض يكسر فيها غروره ويضرب فيها غضبه، ويلجم فيها ألمه، ويعاقب فيها ضعفه".

واقرأ معي هذا الكلام للدكتور أحمد عمر هاشم وهو يذكر تللك الواقعة الحقيقية عن الشعراوي، يقول الدكتور رحمه الله: "حضرت ذات مرة مؤتمرًا كبيرًا مع فضيلة الإمام الشعراوي ولمّا أعجب الحاضرون به حملوه إلى السيارة، فخشي الشيخ الشعراوي على نفسه من أن يدخلها خيط من خيوط الإعجاب فعاد إلى منزله بسيدنا الحسين وانتظر حتي جاء وقت الفجر وراح ينظف في حمامات مسجد الحسين ...".
يتناول إبراهيم عيسى فى هذه رواية "مولانا" ظاهرة بعض شيوخ الفضائيات، التى انتشرت فى العالم العربى فى السنوات الأخيرة، حيث يكشف لنا العالم الخفى لهؤلاء الشيوخ، والعلاقات التى تربطهم بأجهزة الأمن والسياسة ورجال الأعمال، فى محاولة توضح كيف يساء استخدام الدين.

 مولانا بطل الفيلم هو الشيخ الأزهريّ ( حاتم المنشاوي ) ويقوم بالدور الممثّل عمرو سعد، و هو شيخ دعايات أو كما يقول مولانا في الفيلم : "أنا مركّز في الوعظ مش في العلم، في الدعاية مش الهداية". الشيخ حاتم داعية ذو شهرة على الشاشات محبوب لدى العامّة لآرائه التي لا تثير الجدل أو تميل إلى أيّ نوع من التطرّف، وفي الوقت ذاته لا يتناول مولانا أيّة قضايا قد تؤلّب النظام وسلطاته عليه فهو مسالم للغاية، لكنّه يعاني من انفصام فكري عميق أو يمكن وصف حالته بالنّفاق، فهو لا يقول على الشاشة إلّا ما يرضي الجمهور ويجلب "الزبائن" على حد تعبيره، في حين هو ذاته ليس مقتنعاً بهذه الآراء ويعتقد بخلافها لكنّه في أكثر من مشهد في الفيلم يبيّن بأنّه لو تحدّث بهذه الآراء ستقوم عليه مصر كلّها وسوف يخسر "أكل عيشه".

"
مشكلة فيلم مولانا الرئيسيّة عدم وجود قصّة للفيلم وفقدانه لأيّ تسلسل منطقيّ للأحداث، فجميع مشاهد الفيلم تمّ خلقها بالإجبار لإعطاء الشيخ حاتم الفرصة ليتحدّث بأرآء إبراهيم عيسى الجدليّة حول أبرز القضايا الإسلاميّة.
"شخصية مولانا سريعة استحضار الدعابات لجمهورها خفيفة الظلّ تُقدّم الدين بصورة مُبسّطة وتَحْذَر في كل حرف تتناوله بحيث لا تخالف الرقابة المجتمعية أو الأمنية، وتظهر في الفيلم ثروة مولانا الطائلة جرّاء نشاطه الإعلاميّ في منزل فخم وسيارات فارهة، وتنعكس شهرته من خلال مشاهد المعجبين الذين ينتظرونه بعد فراغه من تصوير حلقاته ويصطفون على أبواب المساجد لنيل بركته، فجأة يتورّط مولانا مع عائلة رئيس الجمهورية عندما طلبوا إليه المساعدة في منع (حسن أو بطرس) أخ زوجة نجل الرئيس من التنصُّر، ينتهي الفيلم بمشهد تفجير الكنيسة على يد حسن كمتطرّف إسلامي.
كيف ولماذا حدث هذا لن يعلم المشاهد.

هذه هي الحكاية أو بالأحرى ( اللا حكاية )، مشكلة فيلم مولانا الرئيسيّة عدم وجود قصّة للفيلم وفقدانه لأيّ تسلسل منطقيّ للأحداث، فجميع مشاهد الفيلم تمّ خلقها بالإجبار لإعطاء الشيخ حاتم الفرصة ليتحدّث بأرآء إبراهيم عيسى الجدليّة حول أبرز القضايا الإسلاميّة، وجميع الممثلين في الفيلم يتمّ إقحامهم بالظهور، فدون مقدمات تتنقّل بينهم المشاهد ليُطرح سؤال على مولانا أو نقاش فيتحدث هو برأيه في المسألة مع غياب التناسق السرديّ لسيناريو الفيلم، أمّا عقدة الحبكة وجوهر الصراع فليس مفهوماً هو بين البطل ومَنْ؟ فلا مشكلة لمولانا مع السلطة ولا مع الفكر الديني التقليدي ولا مع الجمهور ولا مع الدين المسيحيّ، فأين العقدة؟ أداء عمرو سعد المتقن للغاية وفيه الكثير من الإبداع لم يكن كافيّاً للتغطية على عيب فقدان الفيلم للحبكة.

لكن على الرغم ممّا ذكرناه أعلاه، فهناك رسائل في الفيلم وإنْ عُرضت بشكل رديء لكنّها تستحق التوقّف، وهي أربع رسائل:

الرسالة الأولى – حقيقة إسلام فتيات النصارى في مصر: في أحد مشاهد الفيلم التي تظهر فجأة دون مُبرر تتمّ دعوة مولانا لحضور حفل زفاف في الأرياف المصريّة لفتاة نصرانية على شاب مسلم بعد دخولها في الإسلام، يظهر سبب إسلامها بأنّ والدها عربيد وسِكّير يضربها بشدّة فلاذت منه بالفرار وأسلمت حتى لا تضطر للعودة إليه فقام "شيخ البلد" أو "الكبير" بحمايتها وأعلن أنّه متكفلٌ بجميع مصاريف زواجها من أيّ شاب مسلم، فينهال الشباب للزواج بها فكما يُقال لمولانا في الفيلم مِن أحدهم: "طبعا الخناقة على الجوازة الجاهزة بقت ولا سبق الخيل.. أصل البتّ بيضا وعينيها خضرا وزي القمر". الرسالة بالطبع شديدة الوضوح بتسخيف أسباب التحوّل العقائدي والتركيز على جشع الشباب المسلم.

الرسالة الثانية – صناعة الصراع التكفيري: يبرز في الفيلم بأنّ الدولة توظّف أدعياء الفكر السلفيّ لخدمة مصالحها، ففي أحد مشاهد الفيلم يعتلي إمام مُعيّن من قبل الدولة بهيئة سلفيّة منبر مسجد للصوفيّة ويبدأ بتكفير الصوفيّة ويتفاعل المصلّون معه ويبدأون بالهتاف، هم أنفسهم هؤلاء أدعياء السلفيّة في نهاية الفيلم يقومون بإحراق منزل أحد كبراء الصوفيّة الذي كشف سرّ المرض النفسيّ لنجل رئيس الجمهورية، وبهذا يظهر التنسيق الخفيّ بين الدولة وبين الجماعات المتطرّفة لإنجاز أعمالها القذرة.

"
ما جاء في فيلم "مولانا" لم يكن صادماً، بل نتاجاً طبيعياً لمرحلة سياسية يعيش فيها وطن بأكمله رهينة لفيلم الواقع "ريّسنا"، في هذا الفيلم يتراجع الأزهر فيه عن دوره الرياديّ أو حتى دوره العادي في الحفاظ على هيبة العمامة الأزهريّة.
"الرسالة الثالثة – علاقة أمن الدولة بتفجير الكنائس: (حسن) أخ زوجة نجل رئيس الجمهوريّة ومفجّر الكنيسة، هو تحت مراقبة أمن الدولة على مدار الساعة كما يظهر في الفيلم، وأنّ آخر تواجد لحسن قبل التفجير كان في مقرّات أمن الدولة، وبالرغم من معرفة الكنيسة ذلك، واقتنائها لشريط مراقبة تسجيليّ يُظهر قيام حسن بتفجير الكنيسة، إلّا أنّها ترفض الخوض في نزاع مع السلطة بحجّة وأد الفتنة مع المسلمين بيد أنّ صراعها الحقيقيّ مع أمن الدولة.

الرسالة الرابعة – الدعاة المدلّلون: تظهر في الفيلم بصورة جليّة سياسة الأجهزة الأمنية مع مولانا، ففي الأمس القريب احتفت الصحف بصورته وهو يلعب مع نجل رئيس الجمهورية كرة قدم فترتفع أسهمه لدى الأجهزة الأمنية، لكن اليوم يتمّ اعتقاله والإلقاء به في غرفة تحقيق المخابرات وإهانته، والعمل على إسقاطه أخلاقياً وإذلاله على شاشة الفضائيات.

وهذا المشهد واقعيّ جداً وقد تكرّر في أكثر من بلد عربيّ، فكم من داعية فضائيات مشهور كان مقرّباً من السلطات والأنظمة وقربه كان على مستوى رأس الهرم في الدولة وبمجرد انتهاء دوره أو قيامه بأبسط فعل مغاير لرغبات الدولة يتمّ حرقه وكأنّه لم يكن.

يجد قارئ الرواية نفسه داخل أعماق نموذج الداعية الجديد، فالرواية لا تقف عند تصوير حالته الخارجية فقط، وقدراته على الجدل وإثارة الرأى بما يقوله على شاشة الفضائيات، بل تقوم الرواية بتفكـيك شخـصيته من الداخل، لإبراز الجوانب الإنسانية، من حيث القوة والضعف، فتبدو شخصية مركبة ثرية فى تفاصيلها، ما يجعلها بعيدة تماماً عن كونها رواية إبداعية، بل ستدفع القارئ لتأمل حال بعض المشايخ فى الواقع التى نراها ليل نهار وفى فيلم "مولانا" يقدم النجم عمرو سعد دور الشيخ حاتم الشناوى، والذى يتابع المشاهد رحلة صعوده من إمامة الصلاة فى مسجد حكومى إلى أن يصبح داعية تليفزيونى شهير يملك حق "الفتوى" التى يتلقاها الملايين بالإعجاب لجرأته ومحاولاته للخروج قليلًا عن مألوف الحديث السائد فى مجتمع متأثر بدعاوى التشدد السلفى.



ومن نصوص الرواية نقرأ:
"إذا كان المسلمون يعتقدون أن إسلام شخص مسيحى منفعة للإسلام فهذا اعتقاد واهم، وسببه شعور المسلمين بأنهم أقل قدرة وإمكانات وقوة فى العالم، فهو نوع من التعويض، وفى مصر بالذات هو نوع من الشعور بالانتصار فى واقع كله هزائم كأن لو أسلم مسيحى يبقى المسلمون أفضل وأحسن وكأنهم كسبوا معركة وأثبتوا أن الإسلام أفضل من المسيحية، هذه طبعًا مشاعر المسلمين محدودى الدخل ومحدودى العقل ومحدودى الانتصارات فى الحياة، ثم وسط حالة فساد يرتع فيها الكل فهذه وسيلة للتطهر والتقرب من الله من وجهة نظرهم أما المسيحيون فيرون فى تنصُّر مسلم معجزة نورانية تنتقم لهم من غطرسة وغرور المسلمين الذين يتعاملون كأنهم الأفضل والأعظم، وانتصارًا للأقلية فى مواجهة الأغلبية التى تعذب النصارى بالتجاهل سواء بصوت الميكروفونات بالأذان والصلاة فى أذن المسيحى وخطب الجمعة ودروس التليفزيون التى تُكفّر النصارى كل يوم، فلما ينجح المسيحيون فى تنصير مسلم يبقى عيدًا وإعلانًا للنصر. وهذا كله لا تراه فى أوروبا مثلًا... لماذا؟ لأنه مجتمع غير مهزوم، ولا يتخذ الدين والعقيدة بابًا للتعويض عن وضع اقتصادى مهبب أو حرية مخنوقة أو فراغ سياسى أو قلة قيمة وانعدام حيلة".
"
أؤكد تحيتي لكاتب السيناريو الذي حول ذلك الكتاب الضخم لهذا الفيلم، الذي جاء أفضل بكثير من رواية مولانا إبراهيم عيسى.
"ويعود عيسى مرة أخرى ليؤكد تعمده النيل من مكانة الإمام الشعراويّ، فيقول في حوار معه في اليوم السابع: "في رأيي لا أحد يستحق تعبير ووصف الإمام سوى محمد عبده... أمّا الشيخ الشعراوي فأخذ حقه جماهيريًا وهو تجربة الشيخ التلفزيونى بامتياز... وله خطوط أساسية ضد الآخر وأفكاره ضد المرأة وضد العلم وجوهر محاوره السلفية والوهابية، وأفكاره تقليدية وسلفية... وأيضا اشتراكه في عالم السياسة كان بائسا... احنا أمام رجل آراؤه السياسية غير ناضجة وغير واعية وساهم في تأليه وتقديس الرؤساء".

ورأيه ذلك في عالم في وزن الإمام الشعراوي يعكس كيف يفكر عيسى، فالرواية تحاول تشويه حتى المتفق عليهم جماهيريًا، وتضع ما ينبغي أن يكون ممدوحًا إمّا في إطار السخرية، أو في إبهام وغموض، وأضف لذلك عبارات على لسان حاتم نفسه تارة وهو يقول لأبيه: "أنا تاجر دين"، وتارات أخرى على لسان الراوي وهو يقرر بأن تبسُّط الشيخ حاتم وكلامه بالعامية ووقاحته أحيانًا كأنه يريد أن يثبت للناس أنه قريبٌ منهم وليس قريبًا من الله، فضلا عن السّب الذي أجراه على لسان الشيخ حاتم، والذي لا أستطيع ذكره لفُحشه.

مشاهدة فيلم مولانا بطولة عمرو سعد ودرة زروق كامل hd

وهذه الصورة المغلوطة أراد عيسى بها ضرب كل الاحتمالات بكرةٍ واحدة، فقد يخطر ببالك مع بداية الرواية أنك أمام شخصية مثل عمرو خالد مثلا من حيث نجاحه الإعلامي وتبسيطه المعلومات الدينية وعقد الدروس في استديو مفتوح للجميع، فيه المحجبة وغير المحجبة، وكذلك علاقته بالطبقة الحاكمة والقريبين منها، لكنك ستكتشف أن هذه الشخصية المرسومة على شاب أزهري قروي لا تنطبق قط على عمرو خالد، وإن أجريت التباديل والتوافيق ستخرج بنهاية واحدة غالبا أن الجميع مطعون في عدالتهم، لكني أؤكد تحيتي لكاتب السيناريو الذي حول ذلك الكتاب الضخم لهذا الفيلم، الذي جاء أفضل بكثير من رواية مولانا "إبراهيم عيسى".
مشاهدة فيلم مولانا بطولة عمرو سعد ودرة زروق كامل hd من هنــــــــــــا
التنقل السريع